الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

الشهيد

الشهيد
الشاعر الفلسطيني  : عبد الرحيم محمود

وفي قصيدته (الشهيد) وكان عمره حوالي أربعة وعشرين عامًا يُصَوِّرُ الشهيد كما يتمنَّاه:

سأَحْمِلُ رُوحِي عَلَى راحَتِي
وأُلْقِي بها في مَهاوِي الرَّدَى

فإما حياةٌ تَسُـُّر الصَّـديْقَ
وإمَّـا مَمـاتٌ يَغِيْـظُ العِدا
ونفس الشـريف لها غـايتان
ورود المنـايا ونيـلُ المنى

لعمـرك إنـي أرى مصرعي
ولكـن أَغُـذُّ إليـه الخطى

أرى مقتلي دون حقي السليب
ودون بلادي هـو المُبتـغى

َيلَذُّ لأذني سـماع الصليــل
يُهَيِّجُ نَفْسِي مَسِـيلُ الدِّمـا

وجسـمٌ تَجَدَّلَ فوق الهضـاب
تُنَاوِشُـه جَـارِحات الفَـلا

فمنـه نصيـبٌ لِأُسْـِد السَّما
ومنه نصيب لأسـد الشَّرَى

كسـا دَمُهُ الأرضَ بالأُرْجُوَان
وأثقل بالعطر رِيْـحَ الصَّـبا
عَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال
ومن ترام ممات الرجال فذا
وعَفَّـر منـه بَهِـيَّ الجَـِبين
ولكن عُفـارًا يـزيـد البَـها

وبَانَ علـى شَفَتَـْيه ابْتـسام
مَعـانِيْهِ هُـزْءٌ بِهـذِي الدُّنـا

ونام لِيَحْـلُمَ حُلْـمَ الخـُـلودِ
ويَهْنَـَأ فيـه بِـأحْلَى الرُّؤى

لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال
ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا
أخوفاً وعندي تهون الحياة
ذلاً وإني رب الإبا؟

بقلبي سارمي وجوه العداة
فقلبي حديد وناري لظى

وأحمي حياضي بحد الحسام
فيعلم قومي بأنني الفتى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق