فلسطينيو العام 48 و«يوم الأرض»: الحد الفاصل بين النكبة والمقاومة
وسام متى
تحل الذكرى الرابعة والثلاثون لـ»يوم الأرض»، التي يحييها الفلسطينيون اليوم، في وقت تشهد القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الخطورة. فحكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تمضي قدماً في مشاريع الاستيطان والتهويد بخطى سريعة، والعجز العربي يتبدّى في نقاشات عقيمة حول سبل منح جهود التسوية الأميركية فرصة جديدة، فيما الانقسام الفلسطيني يقف حاجزاً أمام أي انتفاضة شعبية تعيد تصويب وجهة الصراع.
ورغم أهمية «يوم الأرض» بالنسبة لكل الفلسطينيين، إلا أنه يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لفلسطينيي العام 1948، فهو شكل حداً فاصلاً بين مرحلتين: مرحلة النكبة ومرحلة الكفاح. لكنّ الأهم، هو أنّ «يوم الأرض» قد أزال ذلك «الخط الأخضر» الوهمي، بعدما أثبت فلسطينيو الأراضي المحتلة منذ العام 1948 أنهم جزء لا يتجزأ من المقاومة الفلسطينية، وإن اختلفت أشكال النضال.
ويقول الصحافي في جريدة «الاتحاد» في حيفا رجا زعاترة لـ«السفير» إنّ يوم الأرض «حدث مؤسس في مسيرتنا لأنه نقلنا من نفسية النكبة والهزيمة إلى نفسية النضال والمواجهة». ويؤكد زعاترة أنّ «الفلسطينيين داخل الخط الأخضر يواجهون سياسات ومشاريع مطابقة في الجوهر الكولونيالي لما يجري في باقي أنحاء فلسطين، لكنها مختلفة في الشكل لأنها تجري بآليات مدنية باعتبارنا (مواطنين)»، موضحاً أنّ «رأس المال يأخذ اليوم دوراً أكبر وأكثر وضوحاً ومباشرة في مشاريع الاقتلاع والإحلال، خاصة في مدن الساحل كحيفا ويافا وعكا».
ويضيف: «نحن في خضم معركة وجودية فعلاً لا مجازاً، ومستقبل شبابنا مهدّد بالمصادرة من حيث السكن والتعليم والعمل، وأيضًا من حيث الهُوية والانتماء»، لافتاً إلى أنّ «نحو 70 في المئة من الفلسطينيين في الداخل ولدوا بعد يوم الأرض، وهم معرَّضون لمشاريع تجهيل وتدجين تستهدف الإنسان، بعد نهب 80 في المئة من أراضي قرانا ومدننا».
ويشير زعاترة إلى أنّ «دورنا الأساسي يتجسّد أولاً في صون بقائنا ـ بشقيه الجغرافي والسياسي ـ والذي يُعتبر خنجرًا في خاصرة المشروع الصهيوني؛ وثانيًا في الإسهام من موقعنا في المعركة ضد الاستيطان والجدار، والأولوية طبعًا للقدس المحتلة».
من جهتها، تقول جمانة خطيب حصري من مدينة أم الفحم لـ«السفير» إنّ «يوم الأرض يمثل التحدي الذي نرفعه ضد المحاولات المتواصلة لمحو هويتنا الوطنية».
وتضيف حصري أنّ «دورنا النضالي منذ العام 1976 يتمثل في التصدي لمشاريع الاحتلال، عبر ممارسة أشكال الضغط من الداخل، والسعي إلى إبراز الصورة الحقيقة لإسرائيل، ودحض مزاعم قادتها بأنها دولة ديموقراطية ومساواة»، مشيرة إلى أنّ «يوم الأرض» يؤكد أيضاً أن «الفلسطينيين يشكلون شعباً واحداً في كل مكان... فنحن دائماً سوية في النضال».
ولعل من أبرز نتائج «يوم الأرض» هو أنّ النضال الذي جسده فلسطينيو العام 1948 في ذلك اليوم أصبح يشكل مصدر قلق لقادة الاحتلال، لاسيما في ظل الغليان الشعبي الذي تشهده القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، والذي يرى كثر أنّه قد يمهّد لاندلاع «انتفاضة ثالثة»، إذا ما توافرت الظروف الداخلية لانطلاقها.
وحول تداعيات انتفاضة كهذه في أراضي العام 1948، يقول رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» النائب محمد بركة لـ«السفير» إنّ «نضالنا ضد الاحتــلال والعــنصرية المستشرية في إسرائيل يشــكل صفة ملازمة لوجودنا، وهو يحافظ على زخمه وإيقاعه حتى في أيام الجزر والانقسام التي تمرّ بها الحالة الفلسطينية»، مشيرا إلى أنه «على مدى 62 عاماً، كان لنا أســلوبنا النضالي، فمن عندنا انطلقت أدبيات المقاومة الثورية في الخمسينات والستينات. ومن عندنا انطلق يوم الأرض الخالد».
وحول احتمال اندلاع «انتفاضة ثالثة»، في ظل الانقسام الفلسطيني بين خيار المفاوضات ونهج المقاومة، يرى بركة أنّ «من حق كل شعب رازح تحت الاحتلال أن يقاوم بشكل دائم حتى التحرر»، لكنه يشدد على ضرورة «ترشيد المقاومة عبر استخدام الوسائل الكفيلة بدفع القضية إلى الأمام وليس تراجعها وزجها في زوايا تعزلها وتفقدها القدرة على حشد الدعم المحلي والإقليمي والدولي، والقدرة على إرباك معسكر الاحتلال»، معتبراً أنّ «في ظل الظروف الموضوعية القائمة، فإنّ المقاومة الشعبية الواسعة تمثل المقاومة الأكثر قوة في وجه الاحتلال».
ويرى بركة أنّ هذا الشكل من المقاومة «سيمثل دعماً لمفاوضات سياسية حقيقية، لأنّ أي مفاوضات من دون ضغط شعبي فعال ستكون عبثية، كما أنّ أي مقاومة شعبية من دون أفق سياسي واضح ستكون من دون بوصلة ولن تقود إلى شيء». وبحسب بركة فإنّ «ما يعرقل المقاومة الشعبية فعلاً هو الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية».
من جهتها، تؤكد حصري أنه «في حال اندلعت انتفاضة ثالثة فستكون هناك ردة فعل مشابهة في الداخل... فنحن لا نختلف بشيء عن باقي أبناء شعبنا، إذ أننا نواجه الاعتداءات ذاتها».
أما زعاترة فيرى أنّ «خيار المقاومة الشعبية (على غرار نموذج بلعين ونعلين والشيخ جراح) يمثل الخيار الاستراتيجي أمام شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1967»، ويشير إلى أنّ دور فلسطينيي الداخل يكمن في «مخاطبة الشارع الإسرائيلي، والنضال المشترك مع الفئات التقدمية المؤيدة لحقوق شعبنا»، لكنه يحذر في الوقت ذاته من «الهبات العفوية»، باعتبارها «سريعة الاشتعال والذوبان بسبب موازين القوى الأمنية والاقتصادية». ويضيف «علينا أن نأخذ دورنا بشكل منهجي مدروس ومثابر، وهو ما بدأ يحدث فعلاً في الأشهر الأخيرة، ويجري العمل على تصعيده الآن بالتنسيق مع قوى وطنية ويسارية فلسطيني
وسام متى
تحل الذكرى الرابعة والثلاثون لـ»يوم الأرض»، التي يحييها الفلسطينيون اليوم، في وقت تشهد القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الخطورة. فحكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تمضي قدماً في مشاريع الاستيطان والتهويد بخطى سريعة، والعجز العربي يتبدّى في نقاشات عقيمة حول سبل منح جهود التسوية الأميركية فرصة جديدة، فيما الانقسام الفلسطيني يقف حاجزاً أمام أي انتفاضة شعبية تعيد تصويب وجهة الصراع.
ورغم أهمية «يوم الأرض» بالنسبة لكل الفلسطينيين، إلا أنه يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لفلسطينيي العام 1948، فهو شكل حداً فاصلاً بين مرحلتين: مرحلة النكبة ومرحلة الكفاح. لكنّ الأهم، هو أنّ «يوم الأرض» قد أزال ذلك «الخط الأخضر» الوهمي، بعدما أثبت فلسطينيو الأراضي المحتلة منذ العام 1948 أنهم جزء لا يتجزأ من المقاومة الفلسطينية، وإن اختلفت أشكال النضال.
ويقول الصحافي في جريدة «الاتحاد» في حيفا رجا زعاترة لـ«السفير» إنّ يوم الأرض «حدث مؤسس في مسيرتنا لأنه نقلنا من نفسية النكبة والهزيمة إلى نفسية النضال والمواجهة». ويؤكد زعاترة أنّ «الفلسطينيين داخل الخط الأخضر يواجهون سياسات ومشاريع مطابقة في الجوهر الكولونيالي لما يجري في باقي أنحاء فلسطين، لكنها مختلفة في الشكل لأنها تجري بآليات مدنية باعتبارنا (مواطنين)»، موضحاً أنّ «رأس المال يأخذ اليوم دوراً أكبر وأكثر وضوحاً ومباشرة في مشاريع الاقتلاع والإحلال، خاصة في مدن الساحل كحيفا ويافا وعكا».
ويضيف: «نحن في خضم معركة وجودية فعلاً لا مجازاً، ومستقبل شبابنا مهدّد بالمصادرة من حيث السكن والتعليم والعمل، وأيضًا من حيث الهُوية والانتماء»، لافتاً إلى أنّ «نحو 70 في المئة من الفلسطينيين في الداخل ولدوا بعد يوم الأرض، وهم معرَّضون لمشاريع تجهيل وتدجين تستهدف الإنسان، بعد نهب 80 في المئة من أراضي قرانا ومدننا».
ويشير زعاترة إلى أنّ «دورنا الأساسي يتجسّد أولاً في صون بقائنا ـ بشقيه الجغرافي والسياسي ـ والذي يُعتبر خنجرًا في خاصرة المشروع الصهيوني؛ وثانيًا في الإسهام من موقعنا في المعركة ضد الاستيطان والجدار، والأولوية طبعًا للقدس المحتلة».
من جهتها، تقول جمانة خطيب حصري من مدينة أم الفحم لـ«السفير» إنّ «يوم الأرض يمثل التحدي الذي نرفعه ضد المحاولات المتواصلة لمحو هويتنا الوطنية».
وتضيف حصري أنّ «دورنا النضالي منذ العام 1976 يتمثل في التصدي لمشاريع الاحتلال، عبر ممارسة أشكال الضغط من الداخل، والسعي إلى إبراز الصورة الحقيقة لإسرائيل، ودحض مزاعم قادتها بأنها دولة ديموقراطية ومساواة»، مشيرة إلى أنّ «يوم الأرض» يؤكد أيضاً أن «الفلسطينيين يشكلون شعباً واحداً في كل مكان... فنحن دائماً سوية في النضال».
ولعل من أبرز نتائج «يوم الأرض» هو أنّ النضال الذي جسده فلسطينيو العام 1948 في ذلك اليوم أصبح يشكل مصدر قلق لقادة الاحتلال، لاسيما في ظل الغليان الشعبي الذي تشهده القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، والذي يرى كثر أنّه قد يمهّد لاندلاع «انتفاضة ثالثة»، إذا ما توافرت الظروف الداخلية لانطلاقها.
وحول تداعيات انتفاضة كهذه في أراضي العام 1948، يقول رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» النائب محمد بركة لـ«السفير» إنّ «نضالنا ضد الاحتــلال والعــنصرية المستشرية في إسرائيل يشــكل صفة ملازمة لوجودنا، وهو يحافظ على زخمه وإيقاعه حتى في أيام الجزر والانقسام التي تمرّ بها الحالة الفلسطينية»، مشيرا إلى أنه «على مدى 62 عاماً، كان لنا أســلوبنا النضالي، فمن عندنا انطلقت أدبيات المقاومة الثورية في الخمسينات والستينات. ومن عندنا انطلق يوم الأرض الخالد».
وحول احتمال اندلاع «انتفاضة ثالثة»، في ظل الانقسام الفلسطيني بين خيار المفاوضات ونهج المقاومة، يرى بركة أنّ «من حق كل شعب رازح تحت الاحتلال أن يقاوم بشكل دائم حتى التحرر»، لكنه يشدد على ضرورة «ترشيد المقاومة عبر استخدام الوسائل الكفيلة بدفع القضية إلى الأمام وليس تراجعها وزجها في زوايا تعزلها وتفقدها القدرة على حشد الدعم المحلي والإقليمي والدولي، والقدرة على إرباك معسكر الاحتلال»، معتبراً أنّ «في ظل الظروف الموضوعية القائمة، فإنّ المقاومة الشعبية الواسعة تمثل المقاومة الأكثر قوة في وجه الاحتلال».
ويرى بركة أنّ هذا الشكل من المقاومة «سيمثل دعماً لمفاوضات سياسية حقيقية، لأنّ أي مفاوضات من دون ضغط شعبي فعال ستكون عبثية، كما أنّ أي مقاومة شعبية من دون أفق سياسي واضح ستكون من دون بوصلة ولن تقود إلى شيء». وبحسب بركة فإنّ «ما يعرقل المقاومة الشعبية فعلاً هو الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية».
من جهتها، تؤكد حصري أنه «في حال اندلعت انتفاضة ثالثة فستكون هناك ردة فعل مشابهة في الداخل... فنحن لا نختلف بشيء عن باقي أبناء شعبنا، إذ أننا نواجه الاعتداءات ذاتها».
أما زعاترة فيرى أنّ «خيار المقاومة الشعبية (على غرار نموذج بلعين ونعلين والشيخ جراح) يمثل الخيار الاستراتيجي أمام شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1967»، ويشير إلى أنّ دور فلسطينيي الداخل يكمن في «مخاطبة الشارع الإسرائيلي، والنضال المشترك مع الفئات التقدمية المؤيدة لحقوق شعبنا»، لكنه يحذر في الوقت ذاته من «الهبات العفوية»، باعتبارها «سريعة الاشتعال والذوبان بسبب موازين القوى الأمنية والاقتصادية». ويضيف «علينا أن نأخذ دورنا بشكل منهجي مدروس ومثابر، وهو ما بدأ يحدث فعلاً في الأشهر الأخيرة، ويجري العمل على تصعيده الآن بالتنسيق مع قوى وطنية ويسارية فلسطيني
الشهيده خديجه قاسم |
الشهيد رأفت علي |
الشهيد خضر خلايله |
الشهيد محسن طه |
من تظاهره سخنين لعام 1977 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق