الاثنين، 14 مارس 2011

أمريكا الديمقراطية وازدواجية المعايير

أمريكا الديمقراطية وازدواجية المعايير
أديب قعوار

بينما ثورات الأمة العربية ضد الحكام العرب المتآمرين مع العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية المتحالفة معه، نرى الإدارات الأمريكية المتتابعة تنصاع لأوامر منظمات المراوضة الصهيونية/الأمريكية والصهيونية "الإسرائيلية"، مبررة استعمار ما بقي من
فلسطين حتى الآن لم يسرقه المستعمرون الصهاينة!!!ا













لحد ما نحن لا نلوم نائب رئيس الوزراء ووزير  الخارجية "الإسرائيلي" أفيغادور ليبرمان المولود في 5 حزيران؟يونيو 1958 في كيشينيف، في الإتحاد السوفيتي (الآن في مولدو فيا) وهاجر من وطنه ليساهم بسرقة وطني أنا، فلسطين، ليعلن، "إن التصويت في مجلس الأمن الدولي يبرهن على أن الأمم المتحدة ما هي إلا ختم للأمة العربية"!!! إذ أن ليبرمان معروف جيداً بأنه صهيوني عنصري بكل معنى الكلمة ومتطرف إلى أبعد الحدود كأي صهيوني عريق، ويريد استعمار كل سنتيمتر مربع لم يستعمر حتى الآن من أرض فلسطين لم يسرق حتى الآن فليبرمان صهيوني حتى نخاع العظم، ولكننا نلوم الرئيس الأمريكي الأسمر، باراك أوباما، الذي يدعي بأن الولايات المتحدة، وبالطبع هو أيضاً، "وسطاء سلام أمينين". في يوم الأحد في 27 كانون ثاني/ يناير2008  خططت كتاباً  مفتوحا للسناتور/ المرشح آنذاك لمركز رئاسة الولايات  المتحدة الأمريكية. ونقتطف منها الفقرة التالية، فقط للتذكير بما أردان أن نلفت نظره إليه بالنسبة للمأساة الفلسطينية، وكان ذلك قبل فترة طويلة نسبياً من الزمن من إصدار أوامره إلى مندوبته في مجلس الأمن الدولي، سوزان رايس، لتستعمل حق النقض ضد مشروع القرار العربي بالنسبة لبناء المستعمرات/المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وجاء في رسالتنا المفتوحة له:

: السيد الشيخ أوباما، كيف لشخصية بمثل موقعكم، كفاءتكم وذكائكم أن يفوتكم قراءة، مشاهدة وسمع أخبار كيف احتلت فلسطين وكيف أن الفلسطينيين عوملوا كعبيد إن لم كالحيوانات، أي أنهم عوملوا بشكل أسوأ بكثير من التي عومل بها الأفريقيين الأفارقة الذين استرقوا لقرون طويلة من قبل المستعمرين الأمريكيين؟ هل قرأتم، وسمعتم وشاهدتم كيف عزب الفلسطينيون بشكل لا إنساني على مراكز التفتيش ال 750 ومراكز المرور عبر فلسطين المحتلة  وبشكل خاص في الضفة الغربية قي فلسطين؟ هل قرأتم، وسمعتم وشاهدتم همجية الصهاينة الذين لا يزالون المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية العربية التي لم تحتل من قبل قطعان المستعمرين الذين تطلقون عليهم وصف المستوطنين ليبنوا المزيد من المستعمرات الصهيونية لإسكان المزيد من المستعمرين المستوردين من أطراف العالم، وكيف يقوم هؤلاء المستعمرين المتوحشين الذين يدعون بأنهم حولوا الصحاري إلى حدائق باقتلاع المزيد ولمزيد من أشجار الزيتون المعمرة ويبلغ أعمار بعضها مئات السنين، وكيف يجرفون آلاف الدونومات من الأراضي الزراعية، ويدمرون آلاف المباني السكنية والمصانع وأبنية المكاتب ليتركوا ساكنيها ومستعمليها عرضة لبرد الشتاء القارص وشمس الصيف الحارقة؟ ونشك بأنكم تفتقرون للجرأة بأنكم لم تقرؤوا، أو تسمعوا أو تشاهدوا عملية بناء الجدار العنصري الذي يسمونه "الجدار الفاصل" أو "الجدار الأمني" بينما الهدف من بنائه هو سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية العربية التي لم تسرق بعد من أصل ال22% من الأرض العربية الفلسطينية التي لم تحتل عام. 1984 ودعنا أن لا ننسى سرقة منابع المياه العربية وبعد ذلك يقوم المستعمرين الصهاينة بإغراق الحقول العربية المزروعة بالمياه المبتذلة، أي مياه المجاري؟! بينما تقومون بالنظر إلى الخلف بعيدا كي لا تروا الأعمال الإجرامية الصهيونية مدعين بأنكم لم تروا أو تسمعوا أو حتى لم تقرؤوا عن هذه الجرائم بحق الإنسانية وغيرها الكثير، بالإضافة إلى الكثير غيرها التي تقوم بها الدولة العنصرية الصهيونية وبشكل خاص حرمان الفلسطينيين العرب من استعمال حقهم الغير قابل للنقض بالعودة إلى بيوتهم وأرضهم المحتلة والتعويض عليهم حسب قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 194"!!!!













مع الأسف ووفق الأوامر الصادرة عن إدارتكم يا سيدي الرئيس، فإن ، سفيرة الولايات المتحدة لدى هيئة الأمم المتحدة، سوزان رايس، كانت السفيرة الوحيد لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي ترفع يدها وتقول "قيتو" أي تستعمل "حق" دولتها بنقض مشروع القرار العربي الذي وافق علي الأعضاء الأربعة عشر الباقين. نود أن نلفت نظر السيد باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بان الدول الاستعمارية القديمة وعلى رأسها المملكة المتحدة، التي لم تكن قد احتلت فلسطين عام 1917 التي أعطت اليهود وعد بلفور بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين الوعد أو تصريح بلفور المعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق وذلك بناء على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. والذي ينص على ما يلي:
"
وزارة الخارجية
"الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
"عزيزي اللورد روتشيلد،
"يسرني جداً أن أنقل إليكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريحَ التالي المتعاطف مع أماني اليهود الصهاينة، وقد عرض على الوزارة وأقرته.
"إن حكومة صاحب الجلالة ترى بعين العطف تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو الحقوق و الوضع السياسي التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر."
"وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح."

ويجب أن ينتبه السيد أوباما إلى الفقرة التالية من الوعد المشئوم الواردة في نص الوعد: "على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين،" أن ما يفهم " للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين" هم عرب فلسطين، إذ أن عرب فلسطين هم مجموع سكان فلسطين آنذاك بما فيهم المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود الذين كانوا يعرفون ب"اليهود العرب"، ويجب ألا يفهم من قولنا هذا أننا نوافق بذلك على هذا الوعد فليس لبريطانيا أو غيرها الحق بالتصرف ووعد أي كان بحقوقنا قي أرضنا. عرب  فلسطين كانوا يشكلون قبل الغزو الصهيوني لفلسطين 100% من سكانها. المملكة المتحدة التي قدمت هذا الوعد لم تتصرف مثل حليفتها الكبرى، الولايات المتحدة، بنقض مشروع الفرار العربي الذي يمنع إقامة المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. الولايات المتحدة وقفت بجانب الكيان الصهيوني بتاريخ 18 شباط/فبراير موقفها هذا بحرج بنقض مشروع الفرار العربي بالنسبة "المستوطنات الإسرائيلية في الضفة العربية والقدس الشرقية الذي كنا ذكرنا أعلاه أيده باقي أعضاء مجلس الأمن ال 14 الآخرين باستثناء الولايات المتحدة الناقضة الوحيدة لمجموع القرارات التي تدين أعمال الكيان الصهيوني الجرمية بالنسبة لفلسطينية وبقية العرب في مجلس الأمن.

إن الولايات المتحدة التي غزت العراق، الدولة المستقلة كاملة السيادة، مدعية بأنها تريد تحرير ودمقرطة العراق، فإنها عارضت حتى التنبيه الذي ورد حتى قي نص وعد بلفور المذكور أعلاه، أي "على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين،" الذي جاء مناقضاً للديمقراطية وحق تقرير المصير للشعوب  التي تتشدق وتدعي الدفاع عنها، ولكنها  بالعكس تدعم الكيان الصهيوني وتأيد سرقته لأراضي الشعب العربي الفلسطيني واقتلاعه من أرضه ونضاله بدفاعه عن أرضه وعن حقوقه الوطنية والقومية والمدنية والإنسانية في وجه المحتل العنصري الصهيوني.

ذكرت فضائية الجزيرة باللغة الإنجليزية، في 3 آذار 2011 أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اتصل برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لبحثه على معارضة المشروع العربي المقدم إلى مجلس الأمن الذي يدين بناء المستعمرات الصهيوني. وقد ضغط أوباما بشدة على عباس خلال المحادثة التلفونية بينهما التي استمرت خمسين دقيقة، بشدة حتى أن عباس شعر بأنه مضطر للقبول طلب أوباما وطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (التي، بدون استغراب، وافقت على طلب عباس بأن توافق على طلب أوباما) http://english.aljazeera.net/indepth/opinion/2011/02/201121815137386765.html



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق