السبت، 4 ديسمبر 2010

غرباء

غرباء
نازك الملائكة

أطفئ  الشمعةَ  واتركنا   غريبَيْنِ   هنـا
نحنُ  جُزءانِ  من الليلِ  فما  معنى   السنا?
 يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها  أنا:
مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
غُربَاءْ

اللقاء  الباهتُ   الباردُ   كاليومِ   المطيـرِ
كان  قتلاً  لأناشيدي  وقبرًا   لشعـوري
دقّتِ الساعةُ  في  الظلمةِ  تسعًا  ثم  عشرا
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
أسألُ  الساعةَ  ما  جَدْوى   حبوري
إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
غُربَاء


مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها  الذُّبولُ
كالغدِ المجهولِ لا أدري  أفجرٌ  أم  أصيلُ
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
خلتُهُ  يخنق  أنفاسي  ويطغى  في  دمائي
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
أنتما تحت  أعاصيرِ  المساءِ
غُربَاءْ


أطفئ الشمعةَ  فالرُّوحانِ  في  ليلٍ كثيفِ
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أو لا  تُبْصرُ ?  عينانا  ذبـولٌ  وبـرودٌ
أوَلا  تسمعُ ? قلبانا  انطفاءٌ   وخُمـودُ
صمتنا أصداءُ إنذارٍ  مخيفِ
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
غُربَاءْ

نحن من جاء بنا اليومَ ? ومن أين  بدأنـا ?
 لم يكنْ يَعرفُنا  الأمسُ  رفيقين .. فدَعنـا
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
 بعضُ حـبٍّ  نزقٍ  طافَ  بنا  ثم  سلانا
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
 قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
غُربَاءْ


بطاقة تعريف الكاتبة الكبيرة: نازك الملائكة

ولدت الشاعر نازك الملائكة في بغداد، العراق، في 23 – 8 – 1923 . ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة فتربَّت على الدعة وهُيئتْ لها أسباب الثقافة. وقد قضت أعوام صباها مع أسرتها.

وقد فرت الشاعرة من العراق في أواخر الخمسينات خوفاً من تفشي العنف الثوري  في تلك المرحلة.
لنازك الملائكة قصائد مشهورة، وأعمال نقدية معروفة، وقصص. وبعض نصوص السيرة الذاتية.
وقد قام المجلس الأعلى للثقافة بنشر أعمال الشاعرة الكاملة أخيرا في القاهرة. 

وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ،
 ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام
1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها .
 عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .

تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ،
وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا .
مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 .

لها من الشعر المجموعات الشعرية التالية:

عاشقة الليل  صدر عام 1947.  
شظايا ورماد  صدر عام 1949.
قرارة الموجة  صدر عام 1957.
شجرة القمر  صدر عام 1965.
مأساة الحياة وأغنية للإنسان  صدر عام 1977 .
للصلاة والثورة  صدر عام 1978.
يغير ألوانه البحر  طبع عدة مرات.
الأعمال الكاملة - مجلدان - ( عدة طبعات ).

ولها من الكتب:

قضايا الشعر المعاصر.
التجزيئية في المجتمع العربي.
الصومعة والشرفة الحمراء.
سيكولوجية الشعر.

كتبت عنها دراسات عديدة ورسائل جامعية متعددة في الكثير من الجامعات العربية والغربية.
نشرت ديوانها الأول " عاشقة الليل " في عام 1947 وكانت تسود قصائده مسحة من الحزن العميق فكيفما اتجهنا في ديوان عاشقة الليل لا نقع إلا على مأتم، ولا نسمع إلا أنيناً وبكاءً ، وأحياناً تفجعاً وعويلاً " وهذا القول لمارون عبود.

ثم نشرت ديوانها الثاني شظايا ورماد في عام 1949،
وثارت حوله ضجة عارمة حسب قولها في قضايا الشعر المعاصر

وتنافست بعد ذلك مع بدر شاكر السياب حول أسبقية كتابة الشعر الحر، وادعى كل منهما انه اسبق من صاحبه،
وانه أول من كتب الشعر الحر ونجد نازك تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله وكادت ، بسبب تطرف الذين استجابوا لها تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " وهي من الوزن المتدارك ( الخبب). ويبدو أنها كانت متحمسة في قرارها هذا ثم لم تلبث أن استدركت بعض ما وقعت فيه من أخطاء في مقدمة الطبعة الخامسة من كتابها المذكور فقالت :عام 1962 صدر كتابي هذا ، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ولم أكن يوم أقررت هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 سنة نظمي لقصيدة (الكوليرا) ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين لأنني لم أقرأ بعد تلك القصائد في مصادرها ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق