الاثنين، 24 يناير 2011

أبو ماهر اليماني

أبو ماهر اليماني














ما يؤلمنا ويدمي قلوبنا أن نرى رقيقنا وصديقنا وأخونا ووالدنا ومعلم أجيال عديدة من المقاتلين المقاومين، أحد كبار رموز المقاومة الفلسطينية العربية يمر عبر وضع صحي حرج جدا، في المشفى في حالة غيبوبة دماغية،  ونرى رفاقه في الكفاح في سبيل القضية العربية والفلسطينية بشكل خاص الذين سبقوه إلى الحياة الأخرى من أمثال الحكيمين جورج حبش ووديع حداد والعديد من المقاومين الشهداء ومنهم شقيقه بالذات وأبو علي مصطفى وباسل كبيسي وصف طويل من الشهداء الذين كان قد دربهم ورعاهم عندما رآهم يسقطون في ساحة القتال في مواجهة العدو الصهيوني... نرى جميع هؤلاء يصلون لرفيق ومعلم قي النضال، رجل مناضل ومثال في الإخلاص والشجاعة، مناضل لم يفقد الأمل قي تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

أبو ماهر لم يتعبه النضال رغم العمر المديد، قاتل وقاوم قبل الاقتلاع فقد أصر على البقاء في أرضه حتى صوب جنود العصابات الصهيونية فوهة  البندقية على رأسه وأمروه أن يجتاز حدود فلسطين المحتلة وألا يلقي نظرة وداع على أرضه وقد رزحت تحت وطأة الخدو الصهيوني، كما لم يمتثل إلى أمر اقتلجديد عندما لحق به العدو الصهيوني إلى لبنان ليقتلعه وقذف به إلى الأبعد من البعيد عن أرض فلسطين المحتلة : عصام ابنه يطلب منه في الكلمات التالية ليتوسله بألا يغمض عينيه للمرة الأخيرة وينتظره حتى يتمكن من النظر قيهما بينما لا تزال الحياة تتفجر منهما كما كانت عبر حياته المديدة... عصام ينادي والده ابو ماهر بكلمة "يابا" الفلسطينية انتظرني ولا تغمض عينيك قبل أن أرى النور يشع منهما للمرة الأخيرة... انتظرنا يا يابا....
الرجاء قرائة شهادة اقتلاع أبو ماهر من أرض الوطن... فلسطين أدناه.

إلى والدي أبو ماهر اليماني

                                                       عصام اليماني

اليوم يابا غير كل الأيام
تأملت صورتك
عينيك العسلية
«الكستنائية» كما تقول
أمي
ورأيت باب الشمس في عينيك
الشمس حياة
وباب عينيك حياتنا

آه يابا
عيناك باب الشمس
وأنا هنا مشتاق
انتظر
باحثاً عن لحظة دافئة
هنا يابا كل شيء
بارد
الحياة
الناس
الوجوه
النظرات
الهمسات
حتى اللمسات باردة

عيناك باب الشمس
وأنا هنا
حيث تنعدم الرائحة
لا رائحة لشيء
لا رائحة للورد
للخبز
للقهوة
حتى الحب هنا
بدون رائحة
آه يابا
في المآقي دمعة
لا تخشى الدمع يابا
الدمعة هنا
عكس كل الأشياء
دافئة
لها طعم
ولها رائحة

يابا
لا تهتم للدمعة في
صوتي
فهي ما يقرب المسافات
وأنا مشتاق لك
لأعيش معك بضع لحظات
فإلى متى انتظر لأسرق
منك بدون دمع
بضع كلمات

سأطرق الباب وأدخل
حيث لي في الشمس
حياة
فلا تغمض عينيك
قبل وصولي
أدخلني في الشمس
وافعل بعدها ما شئت
لا تغمض عينيك قبل وصولي

يرقد أبو ماهر اليماني حالياً في المشفى في حالة غيبوبة دماغية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق