السبت، 4 ديسمبر 2010

إلى الأحبة في غزة

إلى الأحبة في غزة

المؤلف الموسيقي وليم نصار

أيتها الأجساد الغضوبة.. المتلونة سمرة وخيرا.. المتموجة دما وصلابة وعافية .. المغزولة بعصف الريح .. الممتدة من عيوننا إلى الجبهات المنغرزة في دفئ فوهات البنادق.
سلاما يا أحبائنا في غزة..

أيتها القبضات الفتية.. أيتها الوجوه القاسية والرضية.. يا إطلالات الفجر الألق كعشق العذارى.
سلاما يا أهلنا في غزة..
يا بهاء الدم المراق، تسترد به الأرض بكوريتها، ساعة يتوالى المغتصبون في عتمات الفحش وفحيح العربدة.
يا فرح المطر يمجد أجسادنا العطشى على شاطئ غزة.. يهبنا امتدادا وبردا عذوبا، إذ تعصف الرياح السموم في القفار والصحارى المشققة، ويسأل الناس ما ترطب به الشفاه.
سلاما لكل من أعرفهم في غزة..
يا سكرتنا .. يا طيب الشهوة إلى الحياة الهنية تندلع من الرماد والموت العتيق.
يا ليتنا كنا معكم..
يا تاريخنا الطالع من فتحة الجرح .. من شقوق بطون الأطفال المبقورة في غزة، في جنين وصولا إلى قانا الجليل.. سلاما ورديا معطرا بقداسة الشهداء..
أيها الأحبة في غزة..
يا انفجار الرجال في زمن الخصيان والعملاء والزناة.
يا رفاقنا، يا عزنا، يا رجالنا، يا طلعة الصبح في العشايا المعتمات.
يا صحوة الأطفال بعد غفوة هنية.. يا طراوة الأرض وعبق الحقول أرفع إليكم الحب.. يا أغلى الغوالي. نمسح وجوهكم المتعبة بأيادينا الرقيقة، ونشد قلوبنا إلى زناد بنادقكم..
تعبكم تعبنا..
جوعكم جوعنا..
كل رعب رعبنا..
وكل نصر نصرنا.
يا أحبائنا في غزة..
إننا معكم .. ويا خجلتنا منكم..
نشهق عند سقوط كل شهيد..
لا تنسوا.. أن كل عريس حبيب تهزجون في عرسه نعلم اسمه لأطفالنا كي ينشدوه ويتربوا على ذكراه.
يا كل الأحبة الذين أعرفهم في غزة..
يا رفاق القيد والجوع والغضب..
سلاما أيها المذهلون.. يا رعدة الأرض إذ تطأها أقدام الغزاة..
سلاما يا رفاق..

أنتم ضرع الحياة وفجر الأرض المنبعثة.
تباركوا .. فأنتم قرآننا وإنجيلنا..
أنتم نبينا وإمامنا..
أنتم مسيحنا..
تباركوا..
اقهروا الموت أيها الأحبة.. وأعيدوا كتابة ملحمة العرب.

* د. وليم نصار، مؤلف موسيقي، أكاديمي وكاتب عربي يعيش في المنفى.

http://www.williamnassar.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق