الخميس، 4 أغسطس 2011

اليونان، العرب، الكيان الصهيوني والطائفة الأرثوذكسية العربية... معركة قومية

اليونان، العرب، الكيان الصهيوني
والطائفة الأرثوذكسية العربية...
معركة قومية
أديب قعوار
كتبت جريدة السفير البيروتية: http://www.al-ayyam.com/znews/site/template/article.aspx?did=22234 &date=6/19/2005

"إن الهزة العنيفة التي تشهدها الكنيسة الأرثوذكسية منذ شهور قليلة ماضية، والمفتوحة على ما شاء من الاحتمالات، ليست بنت لحظتها كما هو الاعتقاد وإنما تعود لسنوات طويلة ماضية حين بدأت رائحة بيع أو تأجير أرض الطائفة الأرثوذكسية العربية الفلسطينية تفوح مع تأجير مقبرة يافا.. وبعدها دير مار يوحنا..الخ.
"ولكن الجديد فيها "التوقيت" فالفساد يضرب في قلب البطريركية منذ سنوات طويلة، وربما منذ بدء استقدام "الدولة العثمانية" لرعاياها اليونانيين ليكونوا المسئولين عن الكنيسة العربية الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة.. نكاية بالروس الذين كانت الدولة العثمانية على خلاف معهم.. وكان الثمن "استعمار الرعية الأرثوذكسية العربية الفلسطينية" من قبل استعمارين عثماني ويوناني، وإذا كان الأول قد انتهى مع انهيار "الإمبراطورية العثمانية" (وتلاه الاستعمار البريطاني الذي رحل بعد أن أنهى المهمة التي جاء إلى أرضنا من أجلها بتثبيت الاستعمار الأنكى والأدهى، ألاستعمار ألإحلالي الصهيوني)،  فان الاستعمار الثاني اليوناني ما زال موجوداً.. ولعبت العلاقات الإقليمية مع اليونان دوراً في بقاء هذا الاستعمار الذي يتخذ من الدين والكنيسة وبروتوكولات الدولة العثمانية غطاءً لاستمراره..
 
"اختلفت المصالح بين الدولة العبرية والأردن ومنظمة التحرير طوال العقود الطويلة الماضية.. ولكنها تقاطعت على نقطة واحدة وهي بناء هذا الاستعمار طبعاً لحسابات مختلفة محورها العلاقة مع اليونان وإمكانية شراء رجال الدين من قبل الدولة العبرية وبذلك السيطرة غير المباشرة على الكنيسة الأرثوذكسية التي تملك مساحات واسعة من الأراضي والعقارات في فلسطين.. وهكذا فان الصراع في جوهره هو صراع بين طائفة مستعمَرة.. وخاضعة للسيطرة اليونانية بالإضافة للاحتلال الإسرائيلي وبين المسيطرين اليونانيين.. وكل الحلول التي تتجاوز هذه الحقيقة هي مخدر فقط."

من المستغرب جداً أن يبلى أبناء الشعب العربي الفلسطيني وإخوانهم الأردنيين ممن ينتمون إلى الطائفة العربية الأرثوذكسية باستعمار ديني، فبالإضافة للاستعمار  العثماني فالبريطاني والصهيوني الذي تلاه بامتياز، بما يكاد يساويه استعماريا من قبل السلطة الكنسية المفروضة على الطائفة العربية الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة والأردن في مجالات مختلفة.

المستغرب، بل أن المستغرب جدا، ممن فرض ذاته علينا وصياً أن يأتينا بأطروحات غريبة عجيبة ليبرر استعماره الديني علينا، فبالإضافة إلى ما بلينا به من استعمار سياسي وعسكري غربي وصهيوني، أن يحاول بقايا مستعمر قديم يريد أن يفرض قوميته علينا مدعياً أننا ننتمي إلى القومية اليونانية وإن كنا نتكلم اللغة العربية. هذا لمجرد أننا ننتمي إلى الطائفة الدينية ذاتها التي تدعى لسبب ما "طائفة الروم الأرثوذكس"، أي التي ينتمي إليها البيزنطيون/اليونان/الروم نتيجة لمرورهم الاستعماري في أرضنا في فترة معينة من الزمن وتركت لسبب ما أسمها على من يشاركونها بطقسهم المذهبي. هذا علماً بأن الديانة المسيحية انبثقت من أرضنا وانتقلت إلى الغرب أي أوروبا ومنها اليونان.

ويتمادى البطريرك الحالي ديوروس الأول بإدعاءاته حول الموضوع – حيث رد في 2 أيلول 1992 في صحيفة هآرتس على اتهامه بالتفريط والخيانة لبيعه الأوقاف العربية الأرثوذكسية بالقول : «متى جاء العرب إلى هنا؟ اليونانيون هنا منذ أكثر من 2000 سنة، ولقد وصل العرب فقط خلال القرن السابع، هذه هي كنيستنا، كنيسة اليونانيين، إذا كانوا لا يقبلون قوانيننا فليس لديهم بديل سوى اختيار كنيسة أخرى، أو أن يؤسسوا كنيسة لهم». هذا البطريرك إما كاذب أو جاهل ويحاول التذاكي. إنه يتناسى مثله مثل الصهاينة بأن اليونان والصهاينة مروا كغزاة مستعمرين، بيمنا العرب في هذه الأرض منذ فجر التاريخ، الكنعانيون واليبوسيون هم أصحاب الأرض قبل اليونان وقبل العبرانيين وكلاهما غزاة لأرض فلسطين.

لعلم السيد البطريرك اليوناني ألذي ولي على الكرسي ألبطريركي المقدسي ما كتبه م. إميل الغوري في 5 كانون الأول 2009 المعنون "تاريخ القضية الأرثوذكسية: نضال مُستمر منذ 500 عام" وفيه الرد المفحم على ديوروس الأول، بخصوص القومية التي ينتمي إليها أبناء الرعية الأرثوذكسية في جنوب بلاد الشام، قال الأستاذ الغوري:


"تُعتبر الرعية العربية الأرثوذكسية في بلاد الشام عامة وفي الأردن وفلسطين خاصة... الذين تعود أصولهم إلى الغساسنه والمناذرة والتغالبة في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وهم عرب أقحاح."

ويتابع قائلاً: "بالنسبة للأردن وفلسطين، فقد ابتدأت الكنيسة المقدسية على يد الأسقف يعقوب الرسول ابن يوسف النجار الذي استشهد في العام 62م على يد اليهود وخلفه شقيقه سمعان الذي سقط شهيداً أيضاً على يد اليهود، وتعاقب على رئاسة أسقفية القدس والأراضي المقدسة (التي تحولت لاحقاً إلى بطريركية) العشرات من الأساقفة والبطاركة غالبيتهم الساحقة كانت من العرب أهل البلاد، ونذكر منهم البطريرك إيليا النجدي الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 494م والبطريرك صفرونيوس الدمشقي الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 634م الذي استقبل الخليفة عمر بن الخطاب، والبطريرك يوحنا الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 705م والذي منع الصلاة في الكنائس بأي لغة غير العربية. هذا بالإضافة إلى كل من البطريرك إيليا الثاني عام 750م والبطريرك الطبيب توما عام 786م والبطريرك المقدسي إيليا عام 868م والبطريرك من قيسارية أغانيوس عام 983م والبطريرك مرقس عام 1174م والبطريرك يواكيم عام 1431م والبطريرك مرقص الثالث عام 1501م وأخيراً البطريرك عطا الله الذي رُسم بطريركاً عربياً عام 1516م وكلهم عرب."   

تاريخ القضية الأرثوذكسية: نضال مُستمر منذ 500 عام. 05 - 12 - 2009 م. إميل الغوري . تُعتبر الرعية العربية الأرثوذكسية في بلاد الشام عامة وفي الأردن وفلسطين خاصة، الأكثر عدداً بين العرب ..... فلسطين عبر ستين عاماً، تأليف إميل الغوري. ...
www.falestiny.com/news/3294 - نسخة مخبأة

وعرب فلسطين لعلم، أيضاً وأيضاً، البطريرك اليوناني هم من سلالة: "الكنعانيين (كنع) أو(خنع)، ويرجح بأن الاسم الأول هو للجد الأول كنعان، وهم من العموريين، وهم قبائل عربية، هاجرت من شبه الجزيرة العربية، إلي بلاد الشام وفلسطين، ومنهم الفينيقيون و اليبوسيون والآراميون والآشوريون والبابليون و الهكسوس، وموطن الكنعانيين الأصلي هو شبه الجزيرة العربية، وارض نجد والحجاز واليمن، وسكن الكنعانيون أرض فلسطين، وسكن الآراميون أرض بلاد الشام، وسكن الفينيقيون أرض لبنان، وسكن البابليون أرض العراق، ما بين النهرين، وسكن الآشوريون أراضي شمال العراق، وهم أول من سكن ارض فلسطين الحالية، ومدينة بيت المقدس، منذ حوالي 3500 عام قبل الميلاد، وعرفت الأراضي التي سكنوها وأقاموا عليها حضارتهم، باسمهم (أرض كنعان). وأهم ملوكهم هما الملكان (سالم وملكي صادق) وواضح من اسميهما بأنهما كانا من العرب.
 
"اليبوسيون الذين استوطنوا فلسطين التي عرفت بأرض كنعان هم بطن من بطون القبائل الكنعانية، التي كانت قد هاجرت من شبه الجزيرة العربية، وسكنت داخل الأراضي الفلستينية (لم تكن بالطبع في ذلك الزمان تعرف بفلسطين) وهم أول من بنا وسكن مدينة القدس/بيت المقدس، وهذا حدث قبل (3500) عام ق.م."

وجاء في "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" الذي ألفها العلامة المؤرخ الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي هدده العدو الصهيوني بالقتل فيما لو تابع العمل عليها (وقد ذكر ذلك في محاضرة كنت أحد من كان لهم الحظ بحضورها)، حول الأسماء التي عرفت بها المدينة: "‘القدس‘ تقابلها في العبرية كلمة ‘يروشالايم‘، وقد وردت الكلمة في العهد القديم أكثر من ستمائة وثمانين مرة. وهي كلمة مشتقة (منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد) لكلمة من الكنعانية اليبوسية ‘يورشاليم‘ (من مقطع ‘يارا‘ بمعنى ‘يؤسس‘ أو ‘أور‘ بمعنى ‘موضع‘ أو ‘مدينة‘ ومقطع ‘شولمانو‘ أو ‘شاليم‘  أو ‘شلم‘ وهو الإله السامي للسلام...أما في كتابات القرن الرابع اليونانية، فقد سميت ‘هيروسيليما‘... ويشار إليها بأنها ‘يبوس‘ نسبه إلى سكانها ومؤسسيها اليبوسيين، وهم من بطون العرب الذين نزحوا إليها من الجزيرة العربية 2500 ق. م. واحتلوا التلال المشرفة على المدينة القديمة... "   

لذا يا غبطة البطريرك اليوناني شعبك كان من الشعوب التي غزت ومرت، وقد تكون استعمرت لبعض الوقت فلسطين مثل الكثير غيرها من الشعوب لذا هذا لا يعني ملكيتها لفلسطين أو غيرها من أراض شعوب عديدة غزاها لإسكندر الكبير التي امتدت من مقدونيا اليونانية إلى الهند وجنوباً إلى مصر وزال ظله وظل خلفائه عنها ولم تعد مستعمرات يونانية ولا أهلها كانوا ولا أصبحوا أو بقوا يونانيين.
لقد أتت نهاية الوجود البيزنطي/الرومي/اليوناني في أرضنا على أيدي شعب ننتمي إليه، أي بالفتح العربي الإسلامي وقد شارك المسيحيون العرب في بلاد الشام الذين تواجدوا فيها قبل الفتح العربي، مع مواطنيهم العرب الذين أتوا إليهم من الجزيرة العربية بطرد المستعمر البيزنطي الرومي. فتغلبت القومية على المذهبية.

الشعب العربي في فلسطين التاريخية المحتلة والأردن كما في كل من سوريا ولبنان من مختلف انتماءاته الدينية بما فيها الطوائف المسيحية العربية جميعهم من مختلف انتماءاتهم باستثناءات قليلة من أقليات وافدة استقرت عبر العصور في فترات زمنية معينة في هذا الجزء من الوطن العربي، وحتى منها تلك ألتي وفدت من خارج الوطن العربي واستقرت في فلسطين ومحيطها العربي تعربت وحتى أصبحت تعتبر ذاتها عربية، وحتى تلك منها التي وفدت مع الهجمة الفرنجية (الصليبية) إلى حتى الأرمن الذين التجئوا إلى فلسطين في القرن العشرين اعتبروا أنفسهم عرباً واقتلعوا مع من اقتلع منهم من عرب فلسطين من قبل العدو الصهيوني.

مع أن الغزو الفرنجي الذي بدأ في مطلع الألفية الثانية بدأ بالقسطنطينية تحت راية الصليب ل"تحرير" الأراضي المقدسة من المسلمين فإن مجازر من أطلقوا على أنفسهم لقب الصليبيين بدأت ضد أتباع الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية البيزنطية في القسطنطينية قبل أن تصل إلى الأراضي المقدسة وعاصمتها القدس حيث لم تفرق المذابح تحت "راية الصليب" بين مسلم ومسيحي وأجهزت السكين "الصليبية" عليهما سوياً، والمسيحيون في الوطن العربي آنذاك كانوا مسيحيون شرقيون مثلهم مثل اليونان الروم الأرثوذكس. وما أتباع الطوائف المسيحية المعروفة بالغربية الآن إلا متفرعة عن أبناء الطائفة الأرثوذكسية في فلسطين والأردن نتيجة لسوء إدارة وأطماع رحال الدين اليونان الذين فرضوا أنفسهم على الطائفة الأرثوذكسية العربية واحتكروا المراكز القيادية فيها، حتى أنهم لم يرحبوا بولوج الشباب الأرثوذكس العرب سلك الرهبنة حتى لا يتطلعوا إلى التقدم إلى المراكز القيادية في سلك الأكليروس مثل رتبة مطران أو بطريرك المحتكرة المحتكرة تفريباً بالكامل من قبل الرهبان اليونان، إذ يتوجب على من يتبوأها حسب الطقس الكنسي الأرثوذكسي أن يكون راهباً أي أعزب.

مع تأكدنا أن رجال الدين اليونان مطلعون جيداً على القضية العربية الفلسطينية والعملية الاستعمارية الصهيونية لأرض فلسطين العربية ومصادرتها، والأطماع الصهيونية بالأوقاف الأرثوذكسية العربية التي من المستحيل وضع اليد الصهيونية عليها ومصادرتها كما هو الحال بالنسبة إلى الأملاك العربية الخاصة، فلم يكن بالإمكان السيطرة عليها إلا بموافقة الرهبان اليونان وعلى رأسهم البطاركة الذين توالوا بالسيطرة على أمور الكنيسة الأرثوذكسية وبشكل خاص الأوقاف التي تبرع بها رعايا الكنيسة العرب وطبعاً ليس الرهبان اليونان الذين همهم ليس خدمة رعايا الكنيسة من المواطنين الفلسطينيين العرب، بل لنهب هذه الأموال والتبرعات العربية.
عندما نعرف قيمة الأملاك من أراضي وأبنية التي تشكل الأوقاف الأرثوذكسية العربية في فلسطين نفهم لماذا يتمسك الرهبان اليونان بمراكزهم ويرفضون مشاركة أبناء الرعية العربية، وهم طبعا مجمل أبناء الرعية، بالقيادة الإكليركية لأبناء الطائفة.
الأوقاف الأرثوذكسية في القدس وباقي فلسطين، والتي يديرها البطريرك والأساقفة اليونانيون، وتسيطر على عقارات هائلة تشمل آلاف الدونمات في فلسطين - لاسيما في القدس والأردن - ومئات الكنائس والأديرة والمباني والمؤسسات التعليمية والمصانع والورش والمساكن، كما تملك شوارع بأكملها بمحلاتها التجارية وساحاتها، إضافة إلى العقارات الأخرى غير المنقولة. فوفقًا لسجلاتها الرسمية، تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية أوقافاً تشكل نحو 18% من مساحة غربي القدس و17% من شرقي القدس، ونحو 3% من مساحه مدن - اللد - والرملة - ويافا - وحيفا، تشمل مساحات من الأراضي والأديرة توجد أغلبها في مناطق مهمة وذات قيمه مادية وإستراتيجية كبيرة. أما في الناصرة "بخلع الضرس" حتى يمكنك الحصول على معلومة بشأن ارض "قصر المطران" التي تبلغ مساحتها 412 دونماً.. ذهبت.. أجرها البطرك ثيودروس لحلفائه.. شخصان أو ثلاثة من أهل الناصرة، سلموها لإسرائيليين، الذين عمروا عليها قواعد مجاورة للناصرة العليا (اليهودية).
كتب نائل سيد أحمد بتاريخ 30/5/2008 تحت عنوان "انتفاضة المسيحيين العرب الأرثوذكس في الأردن وفلسطين ضد الهيمنة اليونانية علي كنيستهم": قال د. رؤوف أبو جابر، رئيس المجلس الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين، المسيحيون العرب أصحاب العهدة العمرية يطالبون بتعريب كنيستهم المقدسة ويتساءلون كيف نصلي مع من لا يعرف لغتنا ولا نعرف لغته؟
وقال أسعد العزوني: "يواصل المسيحيون الأرثوذكس العرب في الأردن وفلسطين المحتلة انتفاضتهم السلمية من اجل تحرير كنيستهم من الهيمنة اليونانية المستمرة منذ أكثر من مئة عام مما أدى إلى حرمان الرعية من الرعاية وتم بسبب ذلك تسريب معظم أوقاف الكنيسة إلي اليهود الصهاينة لبناء مستعمراتهم ومؤسساتهم الاستعمارية. ونظم المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين المحتلة اعتصاما احتجاجيا ضد الهيمنة اليونانية بشكل عام. وزيارة البطريرك اليوناني إلي مدينة الفحيص غرب عمان سعيا لترميم شعبيته في الأوساط المسيحية الأرثوذكسية الأردنية بعد فشله في الوفاء بالتزاماته التي قطعها علي نفسه قبل انتخابه أمام الحكومة الأردنية وأمام الرعية في عمان مما أدي إلى قيام الحكومة الأردنية بسحب الغطاء عنه، لكنها عادت وسوت الأمور بعد زيارة وزيرة خارجية اليونان دورا إلى العاصمة الأردنية. " ونحن لا نفهم وحتى لا يهمنا أن نفهم تبرير ما يضر بنا كشعب وطائفة عربية، لماذا يساير رجال السياسة في دولة عربية وزيرة الخارجية اليونانية على حساب أبناء الشعب العربي والتفريط بأوقافه خصوصا أنه ليس بمستفيد من ذلك إلا العدو الصهيوني بالمزيد من استعمار الأرض الفلسطينية العربية وما الفائدة المادية إلا للرهبان اليونان.
وقال أبو جابر أمام حشود المؤمنين في الكنسية "إنهم يعتزون بانتمائهم إلى البطريركية الأرثوذكسية"، مضيفا "إن أمد الاحتلال الذي تعاني منه وأحاط بمؤسساتها العريقة طال لأكثر من مئة عام"، متسائلا في ذات السياق: "هل كتب علينا نحن الأرثوذكس العرب أن لا يكون دعاؤنا إلا للتخلص من بطريرك فيأتينا من هو ليس بأفضل من سابقه" (لا شك أن الدكتور رؤوف كان يريد أن يقول ‘باسوا‘ ولكنه تأدباً قال  ‘ليس بأفضل‘). وبين أبوجابر "إن قائمة البطاركة الستة الذين هيمنوا علي البطريركية من ذميانوس إلى تموثيوس إلى بندكتوس إلى ذيوروس إلى إيرينيوس وأخيرًا ثيوفولس ليس بينهم واحد إلا وقد واكبت عهده القصص والفضائح والفساد وبيوع الأوقاف وسرقات أموال البطريركية من قبل أشخاص من المرتزقة الذين يجب أن لا يكون لهم أي علاقة بالبطريركية أمثال بابا ديموس ومغربي الأرض ومشارقها. وأوضح إن الاجتماع الموسع يهدف إلي إيصال رسالة واضحة إلى البطريرك ثيوفولس والمطارنة الأعضاء في المجمع المقدس أننا نحن الرعية المتعلقة بكنيستها الخادمين لها عن إيمان ومحبة نحملهم فرادي وجماعات نتائج التخاذل الذي يتبدي للجميع في سلوكهم من خلف للوعود ومحاولات لشق صفوف الوحدة بين الأبناء الأرثوذكس العرب عن طريق إشاعة إقليمية بغيضة وامتهان لحقوق الكهنة العرب وتخاذل في تنفيذ بنود القانون الأردني رقم 27 لعام 1958 الذي يلجأ إليه البطريرك والرهبان اليونان في كل صغيرة وكبيرة يحتاجونها وعلي رأسها ترتيبات انتخاب البطريرك نفسه، لكنهم لا ينفذون بنوده الأخرى، موضحا أن أكبر المخالفات تتمثل في الاستنكار والإحباط لمبدأ المشاركة في إدارة شؤون البطريركية بين الرهبان اليونان والرعية العربية والإخلال بالقواعد التي تفرض علي البطريرك دعوة المجلس المختلط الذي اقترحه سلفه ذيوذوروس ووافق عليه رئيس مجلس الوزراء في 20/4/1999."!!!
وأكد د. أبوجابر"أن هذه المخالفات الكبيرة والهامة يقوم بها البطريرك الحالي بكل راحة علما أنه وفي حملته الانتخابية قطع الكثير من الوعود علي نفسه أمام الحكومة الأردنية وأمام الرعية أن يكون أبا صالحا تقيا نقيا ورعا محبا للخير إذا ما تم انتخابه بالتزكية لإصلاح الفساد المستشري في البطريركية عندما تم عزل سلفه إيرينيوس بتاريخ 8/5/2005 على  خلفية صفقة تسريب عقارات ساحة عمر بن الخطاب في البلدة القديمة من القدس لليهود الصهاينة". إلي ذلك قال أبو جابر "إن البطريرك ثيوفولس يحاول اليوم استرضاء الرعية بطريقة قديمة بالية ويطلب منهم عدم تقديم أي مطالب وتذكير بخلف الوعود أثناء عقده الاجتماعات المهلهلة واستجداء حفلات المناسف في البيوت التي لا يبخل بها أهلنا ولكنها لا تزيل النقمة ضد الفساد والاختلال والتقاعس الذي تغلغل في البطريركية المقدسية وازداد بعد عزل إيرينيوس واستلام ثيوفولس لمهام عمله بطريركا منتخبا بالتزكية، الأمر الذي أدي إلى خيبة الأمل في تحسن الأحوال وان يصبح أبا كبيرا حكيما بمعني الكلمة لجميع أبناء الكنيسة الذين لا ينشدون سوي عودة بطريركيتهم العزيزة إلى الطريق المشرق بقيادة مسيحية حكيمة أبوية لا تشوبها هذه العنصرية التي نشاهدها بين صفوف الرهبان اليونان هذه الأيام."
وفي معرض حديثه عن رجال الدين العرب في الكنيسة قال، "إن إكليروسنا العربي أصحاب السيادة المطران عطا الله حنا وإخوانهم من الكهنة العرب المحترمين والمثقفين كلهم في غني عن هذا العبث وهذا الاضطهاد الإكليركي محذرا الرئاسة الحالية من التمادي في هذه الأمور ذلك أنه آن للحق إن ينجلي وان تموت هذه العنصرية اليونانية البغيضة. واختتم د. ابو جابر بالقول إن الأوقاف الكنسية المقدسة ليست للبيع وان علي الرهبان اليونان إن يسمحوا لرجال الدين العرب بالانضمام إلى سلك الكهنوت مناشدا الحكومة الأردنية وضع القانون موضع التنفيذ بعد أن اكتشفت أن البطريرك ثيوفولس قد أخلف كل وعوده لها". وفي تصريحات خاصة قال ابو جابر، "إن اليونان ليسوا أفضل من العرب" مشيرا إلى أن "العرب يعز عليهم كثيرا إن تباع أوقاف كنيستهم التي تبرعوا بها عن طيبة خاطر لخدمة ومصلحة مواطنيهم العرب إلى اليهود الصهاينة، وبهذا الشكل المرعب، مطالبا البطريرك ثيوفولوس بذل كل جهد كما وعد لاستعادة هذه الأوقاف لأن تهويدها بما فيها ساحة عمر بن الخطاب يشكل خسارة كبيرة أخرى للقضية الفلسطينية".
Listen to the Hellenic National Anthem in RealAudioListen to the Hellenic National Anthem in RealAudioلا شك أن تفريط الرهبان اليونان بالأوقاف العربية الواسعة في فلسطين وبشكل خاص في القدس التي تشكل، كما ذكرنا أعلاه، 18% من القدس الغربية و17% من القدس الشرقية خلال العملية الحسيسة لتهويد القدس الجارية الآن على قدم وساق، يشكل ضربة قاسية للمقاومة العربية ضد عملية تهويد فلسطين العربية، ويدعم كما هو جلي من قبل الحكومة اليونانية حالياً بعد أن كانت تدعم الحق العربي في فلسطين وترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، إلى أن تم الانقلاب في هذا الشأن خصوصاً في عهد رئيس الوزراء الحالي جورج باباندريوس، الذي يعتب على العرب لعدم تقديم المساعدات المالية لدولته خلال أزمتها المالية الحالية!!!                                                                              

 وفي معرض حديث د. أبو جابر عن رجال الدين العرب في الكنيسة فقال، "إن اكليروسنا العربي أصحاب السيادة المطران عطا الله
المطران عطالله حنا حنا وإخوانه من الكهنة العرب المحترمين والمثقفين كلهم في غني عن هذا العبث وهذا الاضطهاد الإكليركي محذرا الرئاسة الحالية من التمادي في هذه الأمور ذلك أنه آن للحق إن ينجلي وان تموت هذه العنصرية اليونانية البغيضة. واختتم د. ابو جابر بالقول إن الأوقاف الكنسية المقدسة ليست للبيع وان علي الرهبان اليونان إن يسمحوا لرجال الدين العرب بالانضمام إلي سلك الكهنوت مناشدا الحكومة الأردنية وضع القانون موضع التنفيذ بعد أن اكتشفت أن البطريرك ثيوفولس قد أخلف كل وعوده لها". وفي تصريحات خاصة قال ابو جابر، "إن اليونان ليسوا أفضل من العرب" مشيرا إلى أن "العرب يعز عليهم كثيرا إن تباع أوقاف كنيستهم التي تبرعوا بها عن طيبة خاطر لخدمة ومصلحة مواطنيهم العرب إلى اليهود الصهاينة، وبهذا الشكل المرعب، مطالبا البطريرك ثيوفولوس بذل كل جهد كما وعد لاستعادة هذه الأوقاف لأن تهويدها بما فيها ساحة عمر بن الخطاب يشكل خسارة كبيرة أخرى للقضية الفلسطينية".


ويلخص المناضل العربي الفلسطيني المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطيه للأرثوذكس العرب في 27 أيار 2007 كلمة تشكل انتفاضة  وطنية ودينية ضد العنصرية والاستعمار اليوناني للكنيسة الأرثوذكسية العربية بمناسبة قداس "أحد العنصرة" الذي أقيم في كنيسة البشارة في الناصرة، الذي شارك فيه رهط كبير من رجال الدين والعلمانيين بينهم المطران اليوناني الجنسية، كيرياكوس، متروبوليت مدينة الناصرة وسائر الجليل، وشارك في القداس كافة الكهنة الذي يخدمون في مدينة الناصرة والقرى المجاورة، وذلك بحضور وكلاء الكنيسة وجوقة الترتيل وحشد كبير من المصلين من الناصرة وخارجها بالرغم من كون البطريرك أصدر قراراً تعسفياً بتوقيف المطران عطا الله حنا عن القيام بواجباته ومهامه من دون كما قال المطران، "إن هذه الخطوة العقابية التعسفية التي لجأ إليها البطريرك ثيوفيلوس هي علامة ضعف وليست علامة قوة. ويؤسفنا أن نقول أيضاً بان قراره بتوقيفي عن الخدمة الكنسية لمدة معينة، يؤسفنا جداً أن يلجأ غبطة البطريرك ثيوفيلوس إلى هذا الأسلوب في التعامل معنا كاكليريكيين عرب. إذ أنه اصدر حكمه علينا دون أن يسمعنا ودون وان يناقش وإيانا المسائل التي طرحناها والتي نعتقد بأنها تنصب في مصلحة البطريركية قراراً سياسياً وليس قراراً دينياً ولا علاقة له بالأصول المتعارف مجمعياً وكنسياً. إذ لا يجوز أن يتم الإعلان عن أي حكم دون أن تتاح الفرصة للمُحَاكم بأن يدافع عن مواقفه وعن الأفكار التي طرحها. ولذلك فإننا نعتبر هذا القرار باطلاً وغير قانوني وبالتالي فنحن لا نعترف به وسنبقى نواصل خدمتنا الكنسية والكهنوتية وإقامتنا للقداس الإلهي اليوم في هذه الكنيسة المقدسة مع سيادة المطران كيرياكوس (اليوناني الجنسية ورغم ذلك يتعاطف مع المطالب العربية للرعية) والآباء الكهنة هي خير تعبير عن رفضنا المطلق لهذا القرار التعسفي الفاقد لأي قاعدة روحية أو كنسية. وان مشاركة هذا الحشد الكبير من الكهنة وأبناء الرعية هي تأكيد واضح أيضاً على أنه لست أنا لوحدي الذي يرفض هذا القرار التعسفي وإنما أيضاً رجال الإكليروس الموقرون."
ويتابع المطران القومي العربي كلمته التي نسمح لأنفسنا باقتطاف جزء كبير منها نظراً لأهميتها وكونها تختصر موضوع المقال وتعبر عن النضال العربي الفلسطيني ضد الاستعمارين اليوناني الديني والصهيوني السياسي العسكري الدين يكملان بعضهما البعض قائلاً: " ونود أن نؤكد بأننا نرفض الاستعمار والاستبداد بكافة ألوانه وأشكاله فكم بالحري عندما يحمل هذا الاستعمار طابعاً دينياً وهالةً قدسية، إذ أننا نعتقد بأنه خطأ فادح أن يعطى الاستعمار والاستبداد غطاءً روحياً وكنسياً لإخفاء الوجه القبيح لهذه العنصرية المقيتة. إنهم يعاملوننا بعنصرية لأننا عرب فهذا هو ذنبنا ونحن نقول لهم بأننا مسيحيون أرثوذكسيون 100% وعرب 100% فلا لُبس في هويتنا الروحية وفي هويتنا القومية ونحن نفتخر بهذا وعندما نتحدث عن مسألة التعريب لا نقصد بهذا عنصريةً أو انتقاصاً من مكانة أحد، وإنني أتساءل لماذا ينتقدنا البعض كلما تحدثنا عن التعريب ويتجاهلون الهيمنة اليونانية على مقدرات الكنيسة؟ لماذا يسمح لسوانا بأن يقول بان كنيسته يونانية أما نحن فمحرم علينا ان نتحدث عن الكنيسة العربية؟ وهنا لابد لنا أن نوضح ما هو مفهومنا من (كلمة التعريب) فهذه الكلمة لا تعني بالنسبة إلينا تقوقعاً أو انعزالية أو نظرة استعلائية نحو الآخر. فببساطة التعريب عندنا يعني أن تتم المحافظة على حقوقنا وحقوق طائفتنا الأرثوذكسية وألا يتم تجاهلنا وألا نعامل كغرباء في كنيستنا. وعندما نتحدث عن التعريب لا نقصد بذلك عداءً نحو الآخر يونانياً كان أم غير ذلك، وإنما أن نحافظ على حضورنا وانتمائنا وارتباطنا بهذه الكنيسة وان تتاح لنا إمكانية أن نكون من أولئك العاملين من اجلها والمحافظين عليها وعلى رسالتها الروحية والإنسانية. ولذلك فليتوقف البعض عن انتقاد كلمة التعريب لان مفهومنا لهذه الكلمة مفهوماً حضارياً إنسانيا خلاقاً وليس عنصرية وانعزالية وكراهية نحو الأخر. أحدهم قال في إحدى الصحف بان التعريب هو كلام حق يراد به باطل وانأ أقول له بان الصحيح هو إن التعريب كلام حق يراد به حق."
يتابع المطران العربي المناضل معبراً عن اعتزازه بقوميته العربية البعيدة كل البعد عن العنصرية ويقول: " أنني أعتز بانتمائي القومي العربي وكما يتفاخر اليونانيون بيونانيتهم نحن نتفاخر بعروبتنا وكما يحق لهم ان يحبوا وطنهم وان يقيموا الصلوات في كنيسة القيامة في الأعياد اليونانية القومية هكذا نحن أيضاً يحق لنا ان نحب وطننا وان نحتفل بأعيادنا الوطنية..." (بإمكان القارئ الاطلاع على كامل كلمة المطران عطا لله في الرابط التالي:
سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطيه للروم الأرثوذكس يترأس قداساً احتفالياً في كنيسة البشارة في مدينة الناصرة. الناصرة / 2007/05/29 ...
www.tajalli.ps/print_news.php?n_key=354 - نسخة مخبأة

لا شك أن القائمين على الكيان الصهيوني يباركون ويدعمون العنصرية اليونانية ضد المسيحيين العرب فهذا ما يتلاءم مع العنصرية الصهيونية سياسياً وقومياً ويخدم مآرب الاستعمار الصهيوني العسكري للسيطرة على الأرض العربية الفلسطينية باقتلاع أهلها منها خصوصاً قول بطريرك الكرسي القدسي الأرثوذكسي اليوناني الجنسية بأن من يفترض بأن يكونوا عرباً هم يونانيون يتكلمون العربية، فإذا كانوا كذلك فلماذا العنصرية والتمييز ضدهم ومنعهم من تبوأ المراكز القيادية الإكليركية في الكنيسة ما داموا قومياً من القومية اليونانية؟؟!!
ومن المؤسف والمستغرب أن وضع الكنيسة الأرثوذكسية العربية في الأردن المستقل ليس أفضل حالاً منه في فلسطين التي تقع تحت الاحتلال ألإحلالي الصهيوني، فكما قال الدكتور أبو جابر إن " قانون أملاك الكنيسة الأردني طبق منه كل ما يخدم الرهبان اليونان ولم يطبق منه شيء يخدم المصلحة العربية".
ولا بد من القول أو بالحري فضح التصرفات المنحطة للأكثرية الساحقة من الإكليريوس اليونان.
وفي مناسبة أخرى يقول الدكتور أبو جابر، "أنا أعتقد أن العرب فعلاً يجب أن يهتموا بهذه القضايا بشكل أساسي، لأنها في صميم قضيتهم.
"القضية الأرثوذكسية ـ للمفارقة ـ اشتعلت عام 1872، عندما قام العرب في فلسطين بتهنئة الأرثوذكس البلغار باستقلالهم عن الكنيسة اليونانية، وتحرروا منها.
"عندما هنأ العرب البلغار بتحررهم من سيطرة الكنيسة اليونانية، سيطرت الكنيسة اليونانية على كنيستهم..! وذلك حدث بفضل العلاقة العثمانية مع الروم.. مع اليونان في القسطنطينية.
 "بكل أسف إن السلطنة العثمانية كانت ضالعة في الأمر. كل حاكم عثماني جاء إلى القدس اتهم بتلقي "البرطيل" من قبل الرهبان اليونان.
"كل صدر أعظم (رئيس وزراء) في اسطنبول اتهم بتلقي الرشا من البطريرك اليوناني في القسطنطينية، من أموال البطريركية الأرثوذكسية في القدس."
ولو سألنا هل كانت عقود البيع قانونية، نقول طبعا، ولكنً على الأسس الصهيونية التي همها السيطرة على الأملاك العربية ولا فارق أكانت ممتلكات خاصة أو أوقاف، فهم الحركة الصهيونية وضع اليد على الأرض الفلسطينية العربية إما بالسرقة أو بدفع أثمان باهظة إذا تعذرت السرقة، علما أن هناك إجراءات قانونية معقدة تتخذ لصالح المستوطنين المستعمرين، وليس لصالح البطريركية العربية في القدس.
ولما كانت العلاقة حميمة بين مراكز الاستعمار الصهيوني والرهبان اليونان نظراً لوجود مصلحة مشتركة بين الفريقين فمن الجانب الصهيوني المهم الحصول على الأرض ولو بأي ثمن. أما بالنسبة للرهبان اليونان الذين هم أي شيء سوى أن يكونوا رهباناً. لقد كانوا لصوصاً كما كان لهم عشيقات تركوا لهم أبناء زنى منذ أن وطئوا الأرض المقدسة فدنسوها بكل ما هو فاسد وعاهر.
القضية الكبيرة التي حدثت في عهد البطريرك ادينيوس، ودعا الرهبان اليونان إلى أن يقيموا الدنيا ويقعدوها، وعزلوا في خضمها البطريرك، بدعوى أنه سمح بإعطاء وكالة بتوقيعه إلى شاب نصاب يوناني له من العمر 32 عاماً اسمه باباديمس، الذي باع أملاكا تابعة للكنيسة.. وهو من أكثر المقربين للبطريرك إيرينيوس الذي أحضره إلى الكنيسة قبل بضع سنوات. وقد أشار تقرير لجريدة معاريف الصهيونية إلى أن البطريرك قد سلم هذا الشاب جزءًا لا يستهان به من صلاحياته في إدارة الكنيسة، وعينه مديرًا لقسم الأموال على الرغم من عدم حيازته أية مؤهلات (سوى كما نرى هنا مؤهلات النصب والاحتيال) لذلك ووفقًا لما أورده التقرير عاش باباديميس خلال السنوات الخمس التي قضاها في فلسطين المحتلة حياه مرفهة، وتفاخر كثيرًا بعلاقاته القوية مع أشخاص مقربين من رئيس الحكومة "الإسرائيلي" شارون وفي آذار/مارس 2004م وقع البطريرك ارينيوس عند المحامى الإسرائيلي يعقوب ميرون على توكيل يمكن لباباديميس بواسطته التصرف بأملاك الكنيسة. ولكن على أي أساس!!!
..  وبهذا الخصوص يقول د. أبو جابر، "إن هذا الشاب قبض 15 مليون دولار وهرب تاركا فلسطين المحتلة" وباعتقادنا أن شخصاً وصل إلى سدة البطريركية لا يمكن أن يكون من الغباء بحيث يعطي لشاب مثل هذا تفويضاً مفتوحاً بالتصرف بأملاك (أوقاف) الطائفة الأرثوذكسية الشاسعة في فلسطين التي تقدر قيمنها بمئات الملايين إذ لم تكن بالبلايين، ويقبض ثمنها نقداً ويفر من البلاد إذا لم يكن  البطريرك متآمر مع بابا ديمس وحصل على حصة الأسد من السرقة التي قام بها باباديمس من أوقاف الطائفة الأرثوذكسية العربية.
ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أنه قد سبق للصحف اليونانية أن وجهت انتقادات حادة إلى البطريرك إيرينيوس الأول بشأنه، نظرًا لأن باباديميس كان قد أدين بالمتاجرة بالمخدرات، وحكمت محكمة يونانية عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، كما اتهمته الصحف اليونانية بأنه عميل لجهاز المخابرات "الإسرائيلية" وقد سبق للشخص نفسه أن قام في العام 2004م بتأجير أرض من أملاك الكنيسة الأرثوذكسية عند مدخل بيت لحم - مهد المسيح عليه السلام – لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" ليقيم عليها حاجزًا عسكريًا مقابل 200 ألف دولار وعقب توقيع صفقة بيع الأراضي المذكورة غادر باباديميس فلسطين المحتلة، وبحسب مصادر في الكنيسة فقد أخذ معه عده ملايين من الخزينة التي كان مسئولاً عنها.
وعلى الرغم من أن هذه الصفقة ليست الأولى كما هو معروف، إلا أنها تعد من أخطر الصفقات التي تمت في البلدة القديمة في القدس، وتكمن خطورتها في كون أن المنطقة المشمولة بها في باب الخليل إنما تستهدف خلق امتداد بين الوجود الاستيطاني الاستعماري في تلك المنطقة، والبؤر الاستعمارية الأخرى الموجودة داخل القدس القديمة، وتحديدًا في سوق الدباغة؛ حيث مبنى دير مار يوحنا، وفتح طرق استيطانية جديدة باتجاه البلدة القديمة، عدا الطرق القائمة حاليًا من ناحية الحي ألأرمني وصولاً للحى اليهودي «حارة اليهود».
وكأن رجال الإكليريوس اليونان الذين يسيطرون إن لم نقل يستعمرون الكنيسة الأرثوذكسية العربية لا يزالون يعملون جهدهم لتحقيق الأهداف الصهيونية بتهويد كل أرجاء القدس وباقي فلسطين، الذي يمارس بمنهجية محكمه من قبل الحركة والكيان الصهيونيين، فهو الهدف النهائي لمسلسل صهيوني تاريخي طويل، بدا وكأن الأطراف المعنية قد تواطأت بتخاذلها في الحؤول دون التعجيل بنهايته، تمس الحلقة الراهنة منه الشطر الشرقي الذي بقي عربياً حتى الآن، ويحتضن الأقصى الشريف وكنيسة القيامة الذين يعتبران من أكثر الأماكن قداسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين أهل فلسطين وأصحابها، واشترك في خط السيناريو الخاص بها وإخراجها جماعات استيطانية صهيونية بالتعاون مع من ولوا أنفسهم من البطاركة اليونان الجنسية منذ ما يقارب القرن والنصف على الكنيسة الأرثوذكسية التي يتكون معظم رعيتها من العرب في القدس وباقي فلسطين المحتلة والأردن.
ولا شك أن هؤلاء الأكليروس اليونان قد برهنوا بصفاتهم الخاصة والدينية بعدهم عن الأخلاق بعد الأفلاك الخارجية عن الأرض والفهيم من الإشارة   يفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق